تنتشر بين النساء الحوامل نصيحة شائعة بتناول قطعة من الشوكولاتة أو أي طعام سكري قبل إجراء صورة السونار، خاصة الفحص التفصيلي أو الرباعي الأبعاد، بهدف تحفيز الجنين على الحركة. 

الأساس العلمي لتأثير الشوكولاتة خاصة الداكنة، انّها تحتوي على مكونين رئيسيين لهما تأثير محفز:

1. السكريات (الجلوكوز): يؤدي تناول السكريات إلى ارتفاع مستوى الجلوكوز في دم الأم. يعبر الجلوكوز المشيمة بسرعة، مما يوفر دفعة من الطاقة للجنين. هذه الزيادة في الطاقة يمكن أن تؤدي إلى زيادة في نشاط وحركة الجنين.
2. الكافيين والثيوبرومين: تحتوي الشوكولاتة على الكافيين والثيوبرومين (وهو منبه مشابه للكافيين). هذه المواد تعبر المشيمة وتصل إلى الجنين. تشير الدراسات إلى أن الكافيين يمكن أن يزيد من معدل ضربات قلب الجنين وأنماط تنفسه، مما يؤثر على سلوكه وحركته.

تشير الأبحاث إلى أن تناول الشوكولاتة له تأثير فعلي على نشاط الجنين، ولكنه ليس بالضرورة التأثير المرغوب فيه دائمًا:

تأثير محفز: أظهرت دراسات، مثل دراسة (Tranquilli et al., 2014)، أن تناول الشوكولاتة الداكنة يحفز “تفاعلية” الجنين (Fetal Reactivity)، خاصة لدى الإناث. كما وجدت دراسة أخرى (Buscicchio et al., 2013) أن الشوكولاتة الداكنة ذات التركيز العالي من الكاكاو (80%) لها تأثير محفز ملحوظ على حركة الجنين.

الاستخدام الطبي: في بعض السياقات الطبية، قد يُستخدم تناول السكر أو الشوكولاتة كجزء من إجراءات “اختبار عدم الإجهاد” (Non-Stress Test - NST) لتقييم صحة الجنين، حيث يُعتبر زيادة الحركة استجابةً للمحفز مؤشرًا إيجابيًا.

هل هي “خرافة” أم “حقيقة”؟
يمكن القول إن الممارسة ليست “خرافة” بالمعنى المطلق، بل هي حقيقة علمية ذات نتائج غير مرغوبة دائمًا في سياق الفحص التفصيلي:


الخلاصة: الشوكولاتة تزيد بالفعل من حركة الجنين، وهذا هو الجزء “الحقيقي” من الممارسة. ومع ذلك، فإن الهدف من السونار التفصيلي هو أخذ قياسات دقيقة وفحص الأعضاء بالتفصيل، وهو ما يتطلب غالبًا أن يكون الجنين في حالة هدوء نسبي أو حركة معتدلة. لذلك، فإن الحركة المفرطة الناتجة عن الشوكولاتة قد تعيق الفحص بدلاً من تسهيله.

بناءً على الأدلّة العلمية، فإن النصيحة الطبية الأكثر شيوعًا، كما وردت في إرشادات عيادات متخصصة في طب الأجنة Maternal Fetal Medicine، هي:

“يرجى عدم شرب الشاي أو القهوة أو تناول الشوكولاتة مسبقًا لجعل الطفل يتحرك أثناء فحص الموجات فوق الصوتية - فقد يؤدي ذلك إلى تحرك الطفل كثيرًا لدرجة أن الفحص يصبح أكثر صعوبة في الواقع.”

لذلك، يجب على الأم استشارة طبيبها أو العيادة التي ستجري الفحص فيها للحصول على إرشادات محددة. إذا كان الهدف هو فحص تفصيلي يتطلب قياسات دقيقة، فمن الأفضل تجنب المنبهات. أما إذا كان الهدف هو التأكد من “تفاعلية” الجنين في سياق طبي معين، فقد يوصي الطبيب بمحفز خفيف.
لأي استفسار متعلّق بالتحضير وموعد السونار التفصيلي، يمكنكم التواصل معنا على رقم العيادة 0096171614912.